شرف لا يعلوه شرف .. فضائل أمنا عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين عائشة
شرف لا يعلوه شرف أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أحب إليك؟
قال: عائشة، قلت مِنَ الرجال؟ قال، أبوها. رواه البخاري ومسلم
وشرف لا يعلوه شرف
أن يختارها الله زوجاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أريتك في المنام مرتين أو ثلاث ليال "جاء بك الملك في سرقة"
قطعة من حرير" فقال لي هذه امرأتك فكشفت عن وجهك الثوب فإذا أنت هي فقلت: إن يكن هذا من عند الله يمضه. رواه البخاري ومسلم
وشرف لا يعلوه شرف
أن يقرئها جبريل السلام، فعنها رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها:
يا عائشة هذا جبريل يقرئك السلام، فقالت: وعليه السلام ورحمه الله وبركاته
رواه البخاري ومسلم.
وشرف لا يعلوه شرف
ألا ينزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في لحاف امرأة غيرها "فعنها رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
يا أم سلمه....... فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها ويعني عائشة. رواه البخاري.
وشرف لا يعلوه شرف
أن يكرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول فيها:
"وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام" رواه البخاري ومسلم.
وشرف لا يعلوه شرف
أن يقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأسه الشريفة بين نحرها وسحرها.
فعنها رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسأل في مرضه الذي مات فيه يقول: أين أنا غداً؟ أين أنا غداً؟ يريد يوم عائشة فأذن له أزواجه يكون حيث شاء فكان في بيت عائشة حتى مات عندها، قالت عائشة: فمات في اليوم الذي كان يدور علىّ فيه في بيتي قبضه الله وإن رأسه لبين نحري وسحري، "النحر أعلى الصدر والسحر الرئة" تريد أنه صلى الله عليه وسلم مات وهو مستند لصدرها.
إن هذا الشرف الذي حازته أمنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها وغيره من المناقب لابد وأن نطلع عليه وأن نحفظه عن ظهر قلب وأن نفخر به وأن يكون لنا فيه الأسوة الحسنه أتدرون لم؟ لأن عائشة رضي الله عنها وأرضاها هي أمنا وعار، أي عار على ولد يجهل مناقب أمه ومكارمها.
الذي يعرض عن سيرة أمة ولا يدري لها أصلاً ولا فصلاً امرؤ منبت الأصل تائه، فما بالنا لو كانت أمه هذه هي زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة.
قال تعالى : (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم..) الأحزاب
يقول الأستاذ سعيد الأفغاني محقق كتاب الإجابة:
"سلخت سنين في دراسة السيدة عائشة كنت فيها حيال معجزة لا يجد القلم إلى وصفها سبيلاً وأَخَصُّ ما يبهرك فيها علم زاخر كالبحر بعد غور، وتلاطم أمواج وسعة آفاق، واختلاف ألوان فما شئت إذ ذاك من فقه أو حديث أو تفسير أو علم بشريعة أو آداب أو شعر أو أخبار أو أنساب أو مفاخر أو طب أو تاريخ... إلا أنت واجد منه عند هذه السيدة ولن تقضي عجباً من اضطلاعها بكل أولئك وهي لا تتجاوز الثامنة عشرة".
لقد كانت أمنا رضي الله عنها وأرضاها متواضعة أيما تواضع آمنة على ما استئمنت من علم أيما. أمانة فلم تكن تحدث إلا بما استيقنت، وكانت تعزو السائل إلى من كانت عنده القضية. فعن شريح بن هانىء قال سألت عائشة عن المسح على الخفين فقالت: ائت علياً فإنه أعلم بذلك مني "
وفي رواية: فإنه كان يسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم " فأتيت علياً فذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر ويوماً وليلة للمقيم. رواه مسلم.
لقد كانت أمنا رضي الله عنها وأرضاها تذكر الفضل لأهله حتى وإن كان أهله يشاركها في أحب محبوب لديها صلى الله عليه وسلم فعنها قالت: ...... فأرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهي التي كانت تساميني (تطاولني في الخطوة) فهن في المنزل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم أر امرأة قط خيراً في الدين من زينب وأتقى لله وأصدق حديثاً وأوصل للرحم وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب به إلى الله تعالى..." رواه مسلم
وكانت أمنا رضي الله عنها وأرضاها ورعة ورعاً عجيباً، فعنها أنها قالت لعبد الله بن الزبير: ادفعني مع صواحبي (تقصد أزواج النبي صلى الله عليه وسلم) ولا تدفعني مع النبي صلى الله عليه وسلم في البيت فإني أكره أن أزكي (أي أن يثني على أحد بما ليس في). رواه البخاري.
تخيلوا تخاف أن تجمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في تزكية من يزكيه ويصلي ويسلم عليه! وعن ابن أبي مليكه قال: استأذن ابن عباس قبل موتها على عائشة وهي مغلوبة (من شدة كرب الموت) قالت أخشى أن يثنى على، ودخل ابن الزبير خلافه فقالت دخل ابن عباس فأثنى علي ووددت أن أكون نسياً منسياً.رواه البخاري.
تخيلوا أمنا عائشة تود لو أنها كانت نسياً منسياً، لقد كانت أمنا رضي الله عنها وأرضاها زاهدة سخية في بذلها:
عن عبد الواحد بن أيمن قال حدثني أبي، قال دخلت على عائشة رضي الله عنها وعليها درع قطر (قميص المرأة من القطن) ثمنه **** دراهم، فقالت: ارفع بصرك إلى جاريتي انظر إليها فإنها ترهى (تأنف أو تتكبر) أن تلبسه بالبيت، وقد كان لي منهن درع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فما كانت امرأة تقين (تزين) في المدينة إلا أرسلت إلي تستعيره (رواه البخاري)
ولقد كانت أمنا رضي الله عنها وأرضاها رابطة الجأش تطمح إلى المعالي: عن أنس رضي الله عنه قال: لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم.. ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وأنهما المشمرتان أرى خدم سوقهما تنقران القرب (تنقلان القرب مع إسراع الخطى وكأنهما تثبان) على متونهما (على ظهورها) تفرغانه في أفواه القوم ثم ترجعان فتملآنها ثم تجيئان فتفرغانه في أفواه القوم. رواه البخاري ومسلم.
هذا الموقف كان قبل الحجاب الذي فرض على أمهات المؤمنين ولقد كانت أمنا رضي الله عنها وأرضاها حريصة أشد الحرص على طلب العلم حتى صارت الفقيهة التي يتتلمذ على يديها أكابر الصحابة، عن أبي مليكه أن عائشة قالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من حوسب عذب قالت عائشة فقلت أو ليس يقول تعالى (فسوف يحاسب حساباً يسيرا) قالت فقال إنما ذلك العرض (أي عرض الناس على الميزان) ولكن من نوقش حسابه يهلك. رواه البخاري.
تلك بعض مناقب أمنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها ،أُعرضها على من جهلها وأذكر بها وأحذر من خطأ قلمه أو لسانه فيها
وصل اللهم وبارك على سيدنا محمد وعلى زوجه عائشة وعلى باقي أمهات المؤمنين!
وجزى الله كاتب هذا البحث القيم الفردوس الأعلى ...آآآآآآآمين..