احتفال راس السنة

منقول :
فجأة.. في حفلة رأس السنة!!

هذه رسالة أوجهها إلى إخواني وأخواتي المسلمين ممن ينوي أن يسهر هذه الليلة احتفالاً بما يسمى رأس السنة، أكتبها بقلبي قبل يدي للذين يعزمون قضاء ليلتهم بالرقص والطرب وخلع الستر والحياء، أو الذين ينوون الاستمتاع بالحرام مع العشاق حتى الفجر، الى هؤلاء وهؤلاء أكتب وأرجو أن يتحملوني.

قبل سنتين من اليوم كانت هناك فتاة على موعد مع عشيقها لقضاء ليلة رأس السنة في أحد الأماكن المخصصة لها وقد تجمع العشرات من الشباب والفتيات وجهزت القاعة بالخمور والمطربين وأدوات ومستلزمات الحفل، وقضت الفتاة تلك الليلة في شرب ورقص وفجور مع عشيقها، فالليلة تبيح كل حرام عندها، ثم خرجت مع عشيقها قبيل الفجر ليرجعها الى بيتها ولكنه كان يقود السيارة مسرعاً ولم يكن في وعيه فالخمر لازال يؤثر فيه و(فجأة) يقع حادث وتنقلب السيارة و(تموت) الفتاة من فورها أما الشاب فيدخل للعناية المركزة ثم يقضي باقي حياته على سرير المرض فالشلل أصاب جسده كله! لقد فارقت الفتاة هذه الحياة واختتمت دنياها برقص وعري وطرب وزناً وشرب خمر!! فأي فاحشة ستلقى الله عليها يوم القيامة؟!

أخي العزيز... أختي الكريمة... هل يضمن أحد منا أنه سيعيش بعد هذه الليلة؟! هل يأمن أحد أن ملك الموت لن يقترب منه هذه الليلة؟! {وما تدري نفس بأي أرضٍ تموت} فهل نحن متأكدون أن حفلة رأس السنة الليلة لن تكون خاتمتنا ونلقى الله عليها؟!!

أحد الشباب المخدوعين بالشهوات سافر مع أصحابه الى احدى بلاد شرق آسيا وحجزوا في فندق رخيص وبات كل منهم ليلته في غرفته يشرب الخمر ويزني مع العاهرات، ولاحظوا أن جوف الليل الآخر ينزل الرب ويقول: {هل من مستغفر فأغفر له} وهؤلاء ارتفع الإيمان عن قلوبهم ونسوا ربهم ولم يفكروا إلا بشهوتهم، (فجأة) يحترق الفندق وهم سكارى، هرب الشباب كلهم إلا واحد!! بحثوا عنه خارج الفندق بين الناس فلم يجدوه فإذا به بعد إطفاء الحريق جثة متفحمة!! يا الله... إنها نار الدنيا قبل نار الآخرة نسأل الله العافية، وكأني به وهو يشوى بالنار وينضج جلده يبكي ويقول: {رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت} وكأنه يسمع الجواب مختلطاً بصوت الحريق {كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون} نعم إنه البرزخ أيها المحتفلون... هل تجهزتم له؟!!

فتاة أخرى كانت ترقص وهي شبه عارية في احدى الحفلات فإذا بها تصرخ صراخاً شديداً وتقع على الأرض بقوة ليسكت الجميع ويقتربوا منها ليجدوها تصارع الموت وتحتضر لتفارق هذه الدنيا، تفارق أصحابها وأحبابها، تفارق بيتها وفراشها، تفارق ثيابها وزينتها، تفارق كل شهواتها {وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل}.

أيتها الفتاة (المؤمنة)... هل خدعوك ببعض الدنانير الزائلة؟!... هل هو العشيق الذي يريد أن يفاخر بك الزملاء فصرت كالحذاء يلبسه زمناً ثم يرميه ليشتري غيره؟!... هل هن صاحبات سوء غررن بك وخدعنك؟!.... أتظنين أن الله تعالى لا يطلع عليك ولا يعلم ما تخفين؟! أتعلمين أن الله يراك الآن وأنت تقرأين رسالتي هذه ويريدك أن ترجعي إليه وتتوبين؟!

أيها الشاب (المؤمن)... ما الذي غرك بربك الكريم؟!... أتظن أنك قوي بما يكفي لتمنع ملك الموت من نزع روحك؟!... أتحسب أن الليلة ستذهب سدى وأن الله لن يحاسبك عليها؟!...

ألا تخاف أن يطلع (الجبار) عليك فيحل عليك سخطه أن ينزل عليك غضبه؟!

إلى كل من يجهز المخيمات والمزارع والشاليهات والمطاعم لحفلة بالحرام، ويأتي بما يلزم لمعصية الواحد القهار، والى كل من يستغل رتبته ومنصبه وأمواله لفتح الأماكن وجلب (العاهرات) لإحياء هذه الليلة بما يغضب رب الأرض والسماوات أقول لأولئك جميعاً وأذكرهم بهذا المشهد قريباً {وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه، ولم أدر ما حسابيه، يا ليتها كانت القاضية، ما أغنى عني ماليه، هلك عني سلطانيه، خذوه فغلوه، ثم الجحيم صلوه، ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه}.

تداركوا أنفسكم قبل فوات الأوان، وقبل ألا ينفع الندم، من حجز التذاكر يريد الحرام فليلغها، ومن واعدت صديقها لتقطع علاقتها بهذا الفاجر، ومن عاهد حبيبته للسهر بالحرام فليتركها لله جل وعلا، ومن جهز مكاناً لمعصية الله فليغلقه لله.. فقط لله... فإن الله سيحبهم... نعم يحبهم لأنهم تركوا ملذاتهم وشهواتهم من أجله فقط {إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين}، وليتأكد كل من تخلى عن سهرته في الحرام وقضاها في طاعة الله أنه سيحصل على مكافأة من (الرحمن) في الدنيا والآخرة، وأن صدره سيشرحه الله وسيجد طعم الراحة والاطمئنان عاجلاً أو آجلاً... ورب دمعة لله أورثت صاحبها سعادة في الدنيا والآخرة أسأل الله أن يتقبل توبتنا وأن يحبب إلينا الإيمان ويكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، وأن يهدي الجميع لطاعته.

***

إلى كل من ينوي الاحتفال بهذه الليلة وأصر على قضائها بالحرام أنصحه برؤية مقطع موجود على موقع (youtube) بعنوان (خواطر فجأة أحمد الشقيري)، ومقاطع أخرى بعنوان (سوء الخاتمة) ليرى بأم عينيه كيف ستكون نهايته ويعلم أن الموت لا يفرق بين المرضى والأصحاء ولا الصغار والكبار {كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}.

شكراً لك أخي الكريم على ما تقوم به من طرح وتقديم المواضيع الهامة واللافتة لكل عاقل

أسأل الله أن ينفع بك ويجعله في موازين حسناتك

ويبارك لك في كل شي

وإلى الأمام

وتقبل تحياتي من القلب

مساك الله بالخير اخي الغالي الوايلي
وبارك الله فيك على جهودك الطيبه